دين الإسلام

تعرضه نصوص القرآن وسنة خير الأنام

 أركان الإيمان

إذا علم أن أركان الإسلام هي شعائره الظاهره التي يتمثلها المسلم ويدل أداؤه لها على اعتناقه لدين الإسلام فهناك أركان داخل القلب يجب على المسلم الإيمان بها ليصح إسلامه تسمى أركان الإيمان وكلما إزداد مقدارها في قلبه وكملت كلما إزداد ترقيه في درجات الإيمان واستحق الدخول في عباد الله المؤمنين وهذه درجة أعلى من درجة المسلمين، فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم قد بلغ درجة المؤمنين.

فمن المؤكد أن لديه أصل الإيمان لكن قد لايكون لديه كماله.

وأركان الإيمان ستة 

وهي أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره   

فالركن الأول: أن تؤمن بالله فيمتليئ القلب محبة لله وإجلالاً له وذلاً وانكساراً بين يديه وطاعة لأوامره وحده لا شريك له كما يمتلئ القلب خوفا من الله   ورجاء لماعنده فيصبح من عباد الله المتقين السالكين صراطه المستقيم 

الركن الثاني: الإيمان بالملائكة وأنهم عباد لله خلقوا من نور لا يحصي عددهم كثرة في السموات والأرض إلا الله جبلوا على العبادة والذكر والتسبيح ” يسبحون الليل والنهار لايفترون، (لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) {التحريم 6} لكل منهم عمله الذي سخره الله له فمنهم حملة العرش ومنهم الموكل بقبض الأرواح ومنهم من ينزل بالوحي من السماء وهو جبريل عليه السلام وهو أفضلهم ومنهم خزنة الجنة وخزنة جهنم وغير ذلك من الملائكة الأبرار يحبون المؤمنين من البشر ويكثرون الاستغفار والدعاء لهم 

الركن الثالث: الإيمان بالكتب المنزلة من الله 

فيؤمن المسلم بأن الله أنزل الكتب على من يشاء من رسله المتضمنة للخبر الصادق والأمر العادل منه سبحانه وانه أنزل على موسى التوراة وعلى عيسى الانجيل وعلى داوود الزبور وعلى ابراهيم الصحف وهذه الكتب لم تعد موجودة اليوم كما انزلها الله تعالى كما يؤمن بأن الله أنزل القرآن على خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم وأنه نزل آيات متتابعات على مدار ثلاث وعشرين سنة وحفظه الله من التبديل والتغيير: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.) {الحجر 9} 

الركن الرابع: الإيمان بالرسل 

(وقد تقدم الحديث عنهم بشكل مفصل) وان جميع الأمم على مدار التاريخ قد أرسل إليهم أنبياء دينهم واحد وربهم واحد يدعون البشرية إلى توحيد الله وعبادته ويحذرونهم من الكفر والشرك والعصيان، (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ.) {فاطر 24} وانهم بشر كسائر البشر أصطفاهم الله لتبليغ رسالته: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا * وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا * رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا.) {النساء 163-165} يؤمن المسلم بهم جميعاً ويحبهم جميعاً وينصرهم جميعاً، ولايفرق بين أحد منهم فمن كفر بواحد منهم أو سبه أو شتمه وآذاه فقد كفر بهم جميعا.

وخيرهم وأفضلهم وأعظمهم منزلة عند الله خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم.

الركن الخامس: الإيمان باليوم الآخر 

وأن الله يبعث العباد من قبورهم ويحشرهم يوم القيامة جميعا ليحاسبهم على أعمالهم في الحياة الدنيا: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ.) {إبراهيم 48}

(إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ* وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ* وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ *وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ* عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ.) {الإنفطار 1-5}

(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ* الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ *أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم ۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.) {يس ٧٧-٨٣}  

(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ.) {الأنبياء 47} 

(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ.) {الزلزلة 7-8} وتفتح ابواب النار لمن حق عليه غضب الله ومقته واليم عقابه وتفتح ابواب الجنة للمؤمنين الذين يعملون الصالحات (وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ.) {الأنبياء 103} (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ. قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ* وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ.) {الزمر 71-75}

هذه الجنة التي فيها من النعيم مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ.) {السجدة 17-20}

(مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ.) {محمد 15} (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ *كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ۖ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ.) {الطور 17-20} 

جعلنا الله جميعا من أهل الجنة. 

الركن السادس: الايمان بالقدر خيره وشره 

وأن كل حركة في الوجود هي قدر مكتوب من الله جل شأنه، (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ.) {الحديد 22}

(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ.) {القمر 49} (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ.) {الحج 70} 

هذه الأركان الستة من استكملها وآمن بها حق الإيمان كان من عباد الله المؤمنين وعموم الخلق متفاوتون في درجات الإيمان يفضل بعضهم بعضا وأعلى درجات الإيمان درجة الإحسان وهي الوصول الى منزلة “أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ.”  وهؤلاء صفوة الخلق الفائزين بأعلى الدرجات في الجنة في منازل الفردوس.

About The Author