التوبة عن المحرمات
هذه الكبائر والمحرمات التي ذكرناها، يجب على كل مسلم أن يحذر حذراً شديداً من الوقوع فيها، فإن كل عمل يعمله الإنسان يجازى عليه يوم القيامة. إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً.
وإذا سقط المسلم في شيء من هذه المحرمات، فليبادر مباشرة إلى التوبة منها، واللجوء إلى الله وطلب المغفرة منه، وعليه إن كانت توبته صادقة أن يقلع عن هذا الذنب الذي وقع فيه، ويندم على ما فعل، ويعزم على أن لا يعود إليه وإن كانت وقعت منه مظلمة لأحد أن يردها أو يطلب منه الصفح، عند ذلك تكون توبته صادقة ويتوب الله عليه ولا يعاقبه عليها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وعليه أن يستغفر الله كثيراً، بل على كل مسلم أن يكثر من الاستغفار مما يلم به من أخطاء صغيرة أو كبيرة، قال الله تعالى: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً)[نوح:10]، فكثرة الاستغفار والإنابة إلى الله صفة المؤمنين المخبتين قال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ)[الزمر:53، 54]